حاضنة الاعمال

حاضنات الأعمال: التعريف والأهداف والأنشطة التي تقوم بها، وأهميتها اقتصادياً واجتماعياً

حاضنات الأعمال تُعتبر من أكثر المنظومات التي تم ابتكارها في العقود الأخيرة فاعلية ونجاحاً في الاسراع في تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والتكنولوجية وخلق فرص عمل جديدة، والتي تمت الاستعانة بها في الكثير من الدول العالم الصناعية والنامية على حد سواء.

وبرزت أهمية حاضنات الأعمال من أجل الاهتمام وتزويد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بكل ما تحتاجه من مقومات النجاح والإستمرار وتجسيد الأفكار على أرض الواقع وتحويلها الى منتجات قابلة للتسويق.

تعريف حاضنات الأعمال

حاضنات الأعمال هي بناء مؤسسي مخصص لمساعدة منشآت الأعمال حديثة الإنشاء و كذلك المنشآت التي تكون في طور النمو بما يساعدها على البقاء بالسوق أطول فترة ممكنة،كما يمكن تقديم الخدمات و التسهيلات الإدارية العديدة سواء كانت تسهيلات مالية او إدارية متنوعة.

وهي أيضاً عبارة عن بناء مؤسسي حكومي أو خاص تمارس مجموعة من الأنشطة التي تستهدف تقديم المشورة والنصح والخدمات والمساعدات المالية والإدارية والفنية لمنشآت الأعمال والصناعات الصغيرة سواء في المراحل الأولى لبدء النشاط أو أثناء ممارسته، أو من خلال مراحل النمو التي تمر بها المنشآت المختلفة، كما توفر هذه الحاضنات فرصاً للشركة في الخدمات المكتبية والتجهيزات والألات والتأجير ونقل التقنيات.

أهداف حاضنات الأعمال :

  1. تطوير أفكار جديدة لخلق وإيجاد مشروعات إبداعية جديدة أو المساعدة في توسعة مشروعات قائمة.
  2. مساعدة أصحاب الإبتكارات والإختراعات في تحويل أفكارهم إلى منتجات أو نماذج أو عمليات قابلة للتسويق.
  3. توفير الدعم والتمويل والخدمات الإرشادية والتسهيلات المتاحة لمنتسبيها .
  4. توفير خدمات للجهات التمويلية من حيث الأبحاث والمعرفة والتدريب والإشراف والمراقبة لزيادة وتعزيز النمو.
  5. مراجعة عمليات التشغيل لمنتسبيها بصورة دورية لتحقيق الأهداف المرسومة.

الأنشطة الخاصة بحاضنات الأعمال

هناك العديد من الأنشطة  الخاصة بحاضنات الأعمال نذكر منها:

  1. توفير الإحتياجات والمساندة اللازمة للتقنية.
  2. إرشاد وتوجيه منتسبي الحاضنة.
  3. تدريب موظفي المشروعات المنتسبة.
  4. بناء هيكل نموذجي لإنشاء وتأسيس الأعمال والشركات الجديدة.
  5. توفير مواقع عديدة و كافية لإستقبال عملاء المنتسبين والمختبرات والورش المساعدة.
  6. توفير المساندة والمساعدة الإدارية والتسويقية.
  7. توفير المساعدة والاستتشارة المالية.
  8. التعرف على المستثمرين والشركاء الاستراتيجيين.

الأهمية الاقتصادية لحاضنات الأعمال:

أولاً: تشجيع و تنمية المشروعات الصغيرة و المتوسطة

حيث تقوم هذه الحاضنات في الأساس على مواجهة الإرتفاع الهائل في معدلات الفشل التي تقع بها هذا المشروعات الصغيرة نظراً لعدم وجود من يقوم بإحتضانها لمواجهة السوق الإقتصادي و مواجهة التحديات المتواجدة به.

ويمكن تلخيص مدى فاعليتها في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و دعم التنمية الإقتصادية، وكذلك دعم رواد الأعمال في النقاط التالية:

مصادر التمويل

حيث يمكن للحاضنات مساعدة المنشآت المنتسبة إليها في سهولة التواصل مع الراغبين في الاستتثمار في هذه المنشآت وهي في طور النمو، وبالتالي سهولة تواصلهم معاً، كما يمكن للحاضنات نفسها المشاركة في ملكية هذه المنشآت، وبلتالي دعمها تمويلياً و هو ما قدمته العديد من الحكومات بالفعل لدعم حاضنات الأعمال وتحفيزها لما تقدمه من دور فعال للإقتصاد الوطني.

الخدمات القانونية

حيث تحتاج المنشآت الجديدة إلى العديد من الخدمات القانونية التي قد توفرها و تدعهمها الحاضنات، كإجراءات تأسيسها وتسجيلها وكتابة عقود التراخيص، وكذلك ما يتعلق بحماية الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، حيث تقو حاضنات الاعمال عادةً بدور الوسيط بين المنشآت المنتسبة إليها والجهات التي تقد الخدمات القانونية تيسراً و دعماً لهذه المنشآت.

شبكات تواصل واسعة

حيث تقوم حاضنات الأعمال بإقامة و تسهيل الندوات والمعارض بهدف استقطاب وجذب العديد من الممولين للمشروعات الصغيرة، وبالتالي دعم رواد الأعمال في تنفيذ و تفعيل إبتكاراتهم، وذلك تمهيداً لتواصلهم مع المنشآت المنتسبة إليها، وكذلك تعمل على النشر و الترويج على وسائل للتواصل على شبكات التواصل الإجتماعي فيما بينها وذلك على المستوى المحلي أو العالمي، للوقوف على ما يستجد وكذلك المشاركة في تبادل الخبرات المتنوعة والسعي نحو تحقيق التكامل.

الخدمات الإدارية والتدريبية والتسويقية والاستشارية 

حيث تبدأ بتقديم الخدمات الإدارية من قبل حاضنات الأعمال للمنشآت والمشروعات الصغيرة المنتسبة لها وذلك في مرحلة تقييمها، كما تقوم كذلك بتقديم خدمات التدريب المختلفة لتنمية المهارات الخاصة برواد الأعمال، بالإضافة إلى تقديم خدمات التسويق للمنشآت المنتسبة للحاضنات من قبل منشآت أخرى متخصصة في هذا المجال ومنتسبة أيضا لنفس الحاضنات.

وتتمثل الخدمات الاستتشارية لحاضنات الأعمال في المساعدة على وضع السياسات، وتحديد الأهداف، واختيار وتوظيف المدراء التنفيذيين، كما تراقب تفاعل ونمو المشروعات الصغيرة التى تدعمها والمنتسبة إليها.

البنية التحتية

تقو الحاضنات بتوفير البنية التحتية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تنتسب لها المرافق الأساسية اللازمة من مختبرات ومعامل وتجهيزات، والإحتياجات الإضافية من أجهزة وبرامج وخدمات تقنية المعلومات وشبكات الاتصالات، كما تقو بعض الحاضنات الصغيرة بعمل الترتيبات اللازمة لتوفير متطلبات البنية التحتية للمنشآت المنتسبة لها عن طريق المشاركة أو التنسيق مع الجامعات أو عن طريق الإستتئجار أو أي وسيلة أخرى.

تقديم الخدمات الفنية

إن وجود بيئة مشجعة لنقل التقنية يعتبر مطلباً أساسياً لنجاح حاضنات الأعمال في حصول المنشآت المنتسبة لها على التقنيات اللازمة لتطويرها ونموها، حيث تعمل على تحقيق التعاون والتنسيق بين برامج نقل التقنية والحاضنات، مع توفير سبل وطرق وادوات استعانتها بالخبراء والمتخصصين، و كذلك ترتيب طرق استخدامها لمراكز الجودة القريبة من هذه الحاضنات، وذلك من خلال عقود واتفاقيات خاصة.

ثانياً: تنمية المجتمع محلياً

تساهم الحاضنات في تنمية وتنشيط المجتمع المحلي وكذلك تطوير بيئة الأعمال، وإقامة مشروعات عديدة تعمل على تنمية المجتمع، وجعل الحاضنة نواة تنمية إقليمية ومحلية، ومركزاً لنشر روح العمل الحر وبالأخص لدى الراغبين في الالتحاق بسوق العمل.

ثالثاً: دعم التنمية الاقتصادية

إن حاضنات الأعمال قادرة على تمكين المدينة أو المناطق الذي تنشط فيه من تحقيق معدلات مرتفعة لإقامة أنشطة اقتصادية جديدة فعالة للمجتمع، بالإضافة إلى تحقيق معدلات نمو عالية للمشروعات الناشئة المشتركة بالحاضنات، وذلك من خلال العمل على تسهيل إقامة المشروعات الإنتاجية أو الخدمية الجديدة، التي تعتبر واحدة من أهم ركائز التنمية الاقتصادية، حيث أن هذه الشركات تقوم بدفع الضرائب والرسوم، وتنشيط عمليات الإنتاج والتصدير والتوريدات، وكلها عمليات تدر موارد مالية على ميزانية الدولة.

رابعاً: دعم التنمية الصناعية والتكنولوجية 

تُركز الحاضنات التكنولوجية على رعاية وتنمية الأفكار الإبداعية والأبحاث التطبيقية، والعمل على تحويلها من مرحلة البحث والتطوير إلى مرحلة التنفيذ، وذلك من خلال إقامة المشروعات الصغيرة التكنولوجية، والتي تعتبر أحد أهم آليات التطور التكنولوجي من حيث قدرتها الفائقة على تطوير وتحديث عمليات الإنتاج بشكل أسرع وبتكلفة أقل، وأيضا إقامة حاضنات تكنولوجية متخصصة تعمل على تسهيل نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة والمتطورة.