نظم مركز الارشاد التربوي في كلية التربية العلوم الصرفة بجامعة البصرة محاضرة توعوية حول
دور الجامعة في مكافحة الإرهاب والعنف
وتطرق الأستاذ الدكتور عبدالواحد محمود محمد بحضور طلبة الدراسات العليا والدراسة الاولية سلسلة من المحاضرات التوعوية حول دور الجامعة في مكافحة الإرهاب والعنف، حيث بين ان المؤسسات التعليمية بصورة عامة والجامعة بصورة خاصة تعد احدى اهم الركائز الاساسية في استقرار النظام الاجتماعي والفكري في المجتمع وعامل مساعد في حفظ الامن بفضل ما تقدمه هذه المؤسسات من النصح والإرشاد لطلبتها في كافة مجالات الحياة، وبين ان التعليم والتوجيه عاملان مهمان في مواجهة التغيرات الاجتماعية والقيمية والأفكار العقيمة والمقصودة التي يفرضها عصر العولمة، وخاصة تلك التي تعرض مصلحة الافراد والبلاد الى الخطر، والتي تتنافى بأساليبها مع الشرائع السماوية السمحة...
ودعت المحاضرة الى ان
الأفكار المتطرفة واساليبها الاجرامية ومفاسدها فرضت على المؤسسات التعليمية والتربوية دورا اضافيا يتمثل بالتوجيه والارشاد وتوعية المتعلمين وضبط ومراقبة سلوكهم حيال كل ما ينافي تقاليدنا وقيمنا الاجتماعية والأخلاقية، فالأسوة الحسنة المتمثلة بالقدوة الصالحة من الأساتذة لها الدور الكبير في توجيه الطلبة نحو النهج السليم وتحصينهم من الأفكار الضالة، فضلا عن مساعدتهم في تخطي المشكلات الحياتية التي تعترض حياتهم واقتراح الحلول المناسبة لها.
وبين ان قبول الأفكار المتطرفة والغلو واساليبها في العنف والإرهاب لا تأتي نتيجة ايمان الفرد بها، بل لابد من توافر مسببات رئيسية لذلك، وتأتي في مقدمة ذلك البعد عن شريعة الله، التي تمثل الرحمة والإنسانية والفضيلة وكل ما يرتبط بها من مكارم الاخلاق. كما ان الإحباط السياسي المتمثل بإهمال المواطنين وقمعهم في حالات وعدم التماس حاجاتهم واستغلال طاقاتهم وعدم الشعور بالاستقرار الاقتصادي والنفسي قد جعلت بعضهم ينتقمون من مجتمعهم ويمتهنون الارهاب
كما أشار في كلامه الى تأثير البطالة في المجتمع، فالمجتمع يعاني ومنذ سنوات خلت من البطالة المتراكمة التي أدت الى الفقر والجوع والعوز والسخط ومن ثم غياب الشعور بالمسؤولية الوطنية بل بالتذمر والنقمة من المجتمع والحكومات، وبذلك فقد فتحت البطالة أبواب الإرهاب والعنف والجريمة والمخدرات على مصراعيها بين افراد المجتمع.
عليه لابد ان تتظافر وتتكاثف الجهود لمكافحة العنف والارهاب بدءا من المؤسسة الأولى المتمثلة بالأسرة وما عليها من دور في تربية الأبناء التربية الصالحة، مرورا بالمؤسسة التعليمية من خلال المناهج الدراسية والتربية الدينية والقدوة الحسنة، ومن ثم دور الدولة في الحفاظ على رعيتها والتماس حاجاتهم وتسهيل أمور المجتمع المالية والمعيشية.