
ناقشت كلية التربية للعلوم الصرفة بقسم علوم الحياة في جامعة البصرة اطروحة دكتوراه حول( دراسة تصنيفية وبيئية على مجتمعات الهائمات النباتية (غيرالدايتومية) في مياه نهر شط العرب جنوب العراق).
وتضمنت الاطروحة التي قدمها الباحث(عقيل عبد الصاحب عبد الحسين)
للتعرف على التركيب النوعي والكمي فيه وتقدير الكتلة الحية المتمثلة بكلوروفيل- أ- والانتاجية الاولية للهائمات النباتية فضلا عن تحديد بعض المؤشرات الكيميائية ، من خلال تحديد خمس محطات اختيرت على طول أمتداد الشط ، وهي محطة الدير و العشار و أبي الخصيب والسيبة ومحطة الفاو، تم جمع العينات وبواقع مرة واحدة لكل شهر ابتداء "من شهر كانون الثاني ولغاية شهر كانون الأول 2020 (باستثناء شهر نيسان).
كماأثمرت الدراسة الحالية عن تشخيص 25 نوعا" من الهائمات النباتية سجلت لأول مرة في العراق والتي تمثل قفزة علمية نوعية يمكن إضافتها إلى قائمة الطحالب العراقية، تنتمي هذه الطحالب الى 22 جنسا" ، 14 منها تنتمي الى الطحالب الخضر، و 3 أنواع تعود إلى الطحالب الخضرالمزرقة، و5 أنواع تعود إلى الطحالب الدوارة، ونوعين إلى الطحالب اليوغلينية، ونوع واحد يعود إلى الطحالب الكارية، كذلك شخصت الدراسة الحالية 65 نوعا" من الهائمات النباتية سجلت لأول مرة في مياه شط العرب.
هدفت الدراسة الكمية بتحديد عدد خلايا الهائمات النباتية في المليمتر الواحد من الماء إذ بلغ العدد الكلي للهائمات النباتية المسجلة في جميع محطات الدراسة ولجميع الأشهر 66425 x 103خلية/مل، فقد سجلت المحطة الأولى كثافة كلية بلغت 13950 x103 خلية/مل، أما المحطة الثانية فكانت الأكثر في عدد الهائمات من بين جميع المحطات إذ بلغ العدد الكلي فيها 23875 x 103 خلية/ مل، بينما سجلت المحطة الثالثة كثافة كلية بلغت 14975 x 310 خلية/مل، وبلغ العدد الكلي في المحطة الرابعة 10575x 310 خلية /مل، وفي المرتبة الأخيرة من حيث عدد الهائمات المسجلة جاءت المحطة الخامسة وبعدد بلغ 3050 x103خلية/مل.
واستنتجت الدراسة
ان مياه نهر شط العرب لها القدرة على إعادة التوازن البيئي الطبيعي عندما يتعرض إلى شد في بعض الظروف البيئية، كانت السيادة في جميع المحطات الى مجموعة الطحالب الخضر نوعاَ وكماَ، تلتها الطحالب الخضر المزرقة ثم الطحالب اليوغلينية ثم الطحالب الدوارة بعدها الطحالب الذهبية ثم الطحالب الكربتية واخيرا الطحالب الكارية. وان المحطات الثلاث الاولى كانت اكثر في طبيعة الهائمات النباتية كما" ونوعا" من المحطتين الرابعة والخامسة إن مياه المحطة الأولى مستقرة بيئيا طيلة فترة الدراسة ولم تحدث فيها الا تغيرات طفيفة في قيم العوامل الفيزيائية والكيميائية وعليه فهي لم تحدث تاثيراً في بنية مجتمع الهائمات النباتية وان مياهها عذبة طيلة أشهر السنه.
وهناك تذبذب في قيم العوامل الفيزيائية والكيميائية للمحطتين الرابعة والخامسة مقارنة بالمحطات الثلاث الأولى .
وإن أزدهار الهائمات النباتية نوعاً وكماً في أغلب المحطات كان في الأشهر الباردة والمعتدلة مقارنة بالأشهر الحارة.
وتقع العوامل الفيزيائية والكيميائية لمياه شط العرب ضمن المديات الطبيعية ولم يلحظ أي تطرف لأي عامل بيئي خلال فترة الدراسة.
واوصت الدراسة
كل قسم من أقسام الطحالب بشكل منفصل ومستقل للحصول على معلومات وافية عن نوعية وكمية كل نوع .ونظرا لعدم وجود دليل أو مرجع تصنيفي خاص بالهائمات النباتية في العراق بشكل عام وفي شط العرب بشكل خاص مما يضطر الباحث الى الأعتماد على المصادر الاجنبية والتي تمثل بيئات مختلفة بعيدة نوعا ما عن البيئة العراقية وهذا يعد مشكلة بحد ذاتها، لذلك من اللازم أصدار مراجع تصنيفية خاصة بالبيئة العراقية.
ومراقبة مياه شط العرب بشكل مستمر وخاصة الاماكن القريبة من محطات تصفية المياه وخاصة في فصل الصيف وذلك لرصد أي ازدهار قد يحدث للطحالب السامة. و وضع علامات إرشادية وأصدار بوسترات تثقيفية تحث المواطنين بضرورة المحافظة على مياه شط العرب وخاصة المناطق الترفيهية المنتشرة على طول الشط .
ومراقبة عمليات التفريغ والتحميل للسفن التجارية وناقلات النفط للحد من تلوث المياه الذي يحصل من جراء تلك العمليات.
و مراقبة مياه التوازن للحد من دخول الكائنات الحية الدخيلة أو الغازية التي تغير من بنية المجتمع ككل.